قبل أن يشتعل رأس الليل شيباً
وترحل ضفائر الفجر
مازالت السماء تفرد ذراعيها
لأسراب الشوق
الممتد على رصيف جسدي
بانتظار صهيل آخر حصان
يسابق ريح الغياب
يجتر حزن المسافة
يخضب أنامل الطريق
بحنّاء اللهفة
وريحان الحنين
تعال
مازالت قناديل الوعد
مضاءة
وأعمدة الطرقات تتمايل ثملة
تحت زخات قُبَلٍ استوطنتها
حتى نمت براعم الشهوة
تعال
فالبحر يلاحق موجة
تمردت على قوانين العشيرة
وأعلنت عصيانها على الملح
بعد ان اغتصبتها أسماك قرش
ولم تواسيها غير النوارس
أهدتها مركباً وبوصلة
تعال
مازالت النوافذ تصفق
والباب يترنح ثملاً
ينتفض كلما لامست جسده
ريح عابرة
أو تناهى إلى مسمعه
صوت خطوات متسللة
فظنّ إنها خطواتك أنتْ ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق