هل أنت بخير ؟
وصلتكِ رسائلي ؟
إذا وصلتكِ ، لماذا لم تجيبي عليها ؟
إذن سأخبركِ بشيء ..
حدثتكِ عني وعن ظروفي وعن حجم اشتياقي وعن اشتهائي لوجهكِ وجوعي لطعمِ لمسة يدكِ التي طالما حلمت بها ...
سألتكِ عنكِ وعن أمي التي استأمنتكِ إياها وعن شجرة اللوز والجورية التي على شباك شرفتنا
وحدثتكِ عن عشائنا الاخير ، أتذكرين ؟ فطيرة الخبز التي اقتسمناها ، باسناني وأسنانك معاً ...
هل ما زالت قطتكِ لا تأكل إلا من طبقي
هل ظل طبقي ؟
هل مازلتِ تقرأين أشعاري وخواطري ، وكتاب نزار الذي اهترأ من كثرة نومي عليه .
ماذا تفعلين بعدي؟ .. مع من تتناوبين سقيا الحديقة و مساعدة جارتنا الكفيفة
هل مازال العم عيسى الذي بجانب بيتنا يوقظكم باكراً بمحاضرة السياسة بعد قراءة الجريدة الوطنية ؟
هل مازال يسب الساسة والحكام وينادي على جهاد الذي استشهد .. ابنه الوحيد قتلوه في اجتياح 2008
هل مازالت فاطمة بنت الجيران عانس ؟ نجوى زوجة صاحب الدكان هل أنجبت ؟
انا رغم بعدي أتذكر كل الأشياء الا أنتِ ، فأنا لا أنساكِ أصلا
هل تذكريني ؟
سأسألكِ .. أجيبي بصدق
هل تصلكِ المظاريف مغلقة ؟ فأنا أضع في كل ظرف رسالة و وردة و رشة من عطري ..
هل تحاولين شم رائحتي في كل رسالة ؟
أعرف أنك خائفةٌ من ذلك لكن لا بأس ....
ف شالكِ العنابي يملأ رئتي بعبق رائحتكِ .
المهم هل قرأتِ رسائلي السابقة ؟..
رسالتي هذه رقم (13)
سأختمها ككل السابقات ، حبيبتي قبل أن أنسى يجب ان تحرقي الرسالة وأن تغسلي يديكِ جيدا وتعقميها
فالأمور جيدة ولكن لا تقلقي باقي غداً .. اليوم الأخير في الحجر الصحي وسوف أعود في حال التأكد من سلامتي .. سأعود أسرع من البرق بل أسرع من انتشار الكرونا نفسها ..
لا تقلقي يا حبيبتي فسوف تُكسر أسوار الحجر الإنفرادي والعزل الطبي .. وسأعود
وأخيرا سأخبرك بأني غداً قد لا أرسل لك رسالتي ال (14)
بسبب الفحص ... أو الوفاة ...
حبيبك المخلص ، والمحجور عنكِ مرغماً ....
بقلمي احمد فوزان ابوالطيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق