الأربعاء، مارس 25، 2020

خَيْلِيَ الكَلِماتُ.. بقلم حسن الخندوقي


الخيلُ معقودٌ في نواصيها الخيرُ إلى يوم القيامة

خَيْلي سربٌ من الكلماتْ
أمتطيها لتطير بي
في أجواء السماواتْ
حتى إذا حَطَّتْ بي
أطعمها و أسقيها
ثم أَطْفِقُ مَسْحاً
بالسُّوقِ و اﻷعناقْ
كلماتي خيلٌ عِتاقْ
و كأنها بساطُ الريحِ
أو أشبهُ بالبُراقْ
تأخذني من ( مغربي )
عبر ( تونس ) 
حتى ( بلاد الشام )
و أزور مهدها في ( يمنٍ )
ثم بَيْتَ حكمتها في ( العراقْ )
أُورِدُها ( مكةَ ) و ( المدينةَ )
أسعى و أطوف بها 
كي تُطَهَّرَ من نِفاقْ
قد شَرِبَتْ من ( زمزمٍ )
سَبَحَتْ في ( بَرَدَى ) و ( النّيلِ )
خاضَتْ ( دجلةَ ) و ( الفُراتَ )
ثم تعودُ بي 
و قد اشتاقَتْ ضِفافَ 
( مَلْوِيَّةٍ ) و ( اللُّوكُوسَ )
و ( أُمِّ الربيعِ ) و ( أبي رَقْرَاقْ )
( أبو رقراقٍ ) اشْتَاقَها فأَنَّبَني
اعتذرتُ له بدمعٍ
و كأنه كلماتي
تَتَرَقْرَقُ في اﻷحداقْ
يا أيها النهرُ الذي
حَمَّمَها أولَ مرةٍ
تَحْيَا كلماتي على شاطِئَيْكَ
و كأنها الخيلُ
حتى اعْتادَتْ 
ألا تخسرَ في السباقْ
قد طَوَّفْتُ بها مياهَ العروبةِ
حتى تعودَ إليكَ
فوق جناح اﻹشتياقْ
فإذا عَذُبَتْ مياهُ الدُّنَى
إِنَّ مِيَاهَكَ لي
و لِخَيْلِي
 لَهِيَ التِّرْياقْ

مَهْدِي صَهْوَةُ الكلماتِ
لا أَشِيخُ فوقها أبداً
وَهَبَتْني في الحياةِ
على الأرضِ
مِعْراجاً إلى السَّبْعِ الطِّباقْ
وَعَدَتْني الخلودَ
بعد الموتِ
كَلّا إِذاً ، لا فراقْ
حَتَّى وَ لَوِ الْتَفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقْ .

<< الكلماتُ معقودٌ في نواصيها الخيرُ إلى يوم القيامة >> 

                               ~~~~~~~~~~~~~~~
( ملوية - اللوكوس - أم الربيع - أبو رقراق ) : أنهار مغربية 

ليست هناك تعليقات: