سئمت أن أُنْعَتَ بكوني شاعرا
و ما أنا شاعر بشيء على الإطلاق
بماذا يشعر المطاط على الأسفلت ؟
و أكره أن أُتَّهَمَ بكوني مبدعا
فكل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار
و ماذا تبدع النار في الهشيم ؟
على كل حال ما أنا من هؤلاء و لا هؤلاء
استمروا في نعتي و اتهامي
و خففوا عن كَاهِلِي الأَيْسَرِ
ربما أتوازن قبل الرحيل
و لو بقصيدة واحدة
أقول فيها ما فعلتُ
و ما اقْتَرَفَتْ يَدَاي
و أعلن فيها براءتي
من كل غاوٍ يتبعني
في أودية المجاز
لعلها تخرجني من سورة الشعراء
و لا تحرجني عند الجواز
فَكَمْ أحب أن أكون بعد الإستثناء
و ماذا يجدي نعتُكم و اتهامُكم
إِيَّايَ : شاعرٌ مبدعٌ
رجلاً ما اعتلى يوما مِنْبَرا
و لا باح بذبذبات روحه
مُكَبِّرُ صوت
في مهرجان أو احتفاء أو ملتقى
و لا تَبَنَّاهُ كتابٌ و لا ديوانٌ
و لا وَقَّعَهُ لأحد من الغاوين
دعوه لنفسه.. و حبيبته
يُحْصي تباريحَه و تباريحَها
فما أُوتِيَ اللغةَ
إلا لِيَرى عُمْقَه من شرفة الإستعارة
و عُمْقَها من شرنقة الكناية
قد أكون :
بطل ( موسم الهجرة إلى الشمال )
أو ( جنوب الروح )
أو ( عصفور من الشرق )
أو ( غرب المتوسط )
رغم أني لم أهاجر
من هذه الزاوية التي اصْطَفَتْني
باسِطاً ذراعَيَّ بِوِصِيدِها
فكل الجهات تحفر الخنادق دوني
و دون مطّاطي الذي يرفضه
أسفلت الطرقات
لذا ، أهاجر عبر الكلمات
إلى كل الجهات
دون وِجْهَةٍ
سوى عُمْقِ الذات
إني أراني بكامل عُرْيي
في الداخل و الخارج
نبتةً يابسةً
في قعر الجحيم
ولكنها ما تزال صامدةً
في وجه الحريق
تستمطر من سورة الأنبياء
برداً و سلاماً...
سئمتُ نعتي...
كرهتُ اتهامي...
و الحقيقة أنني
مُجَرَّدُ كَلْبٍ
مُقْعٍ بِوَصيد الحياة
يحرس نوم الحياة
داخل كهف الحياة
و سلاماً على من قال معي :
يا حياةُ ، كوني برداً و سلاماً عليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق