الماضي الجميل ..
لم يمتلك جدّي كتاب يقرأ عن سيرة حياته
لانه لم يعرف الكتابة ولا القراءة
ولكن تفوق بأمتياز على الكثير من المستثقفين
علم وحفظ الأنساب وواصل الأرحام
شخصية يحترم خلوق طيب كريم
لم يسكت على ظلم طول عمره
والدي هو الابن الكبير بين أخوه وأخت
يقول أبي : كان جدّكم ورِعاً إلى درجة أنّه يتفادى الظلّ الذي تصنعه جدران وبيوت الظلمة والفاسدين ، يبرر ذلك قائلا : شمس الله أحب إليّ من ظلالهم ..
الكثير من القصص حكاها والدي عنه
هكذا هو دوماً ابن يرى أباه عظيما ..
من بلاد بعيدة جاء ،
يضعون عمامة بيضاء
الجد الأكبر كيري طلاف بطبعه كان زعيماً
قاد العديد من العوائل المغلوبة على أمرها تحت وطأة الحرب والنار ، في الرمال الساخنة تساقط العشرات ، كان قرية ووادي يقوم هكذا ينطقونها مترامية الأطراف
أرض جديدة سكنوها
ما إن أودعهم هنا ، حتى عاد أدراجه ليكمل الحرب هناك وبنى دولة داخل دولة ، كانوا دستة من القادة لا أذكر عددهم بالضبط
يحكي والدي عن قصصه في التجارة ودكانه الصغير ، أسماء كثيرة ترِدُ في ثنايا الحديث ، بعضها يتيم الذكر والآخر يتكرر دائما ، تختلف الروايات والأحداث والأماكن وكل التفاصيل الأخرى ، شئ واحد يجمعهم دوما ، قول أبي : الله يرحمهم كلهم ..
أنجب والدي أبناء كثر ما شاء الله و بنات
أنجبوا له عشرة من الأحفاد حتى الآن
لم ندرك جدي أبداً ،
نعرفه من خلال القصص الذي يحكيها أبي بين فترة وأخرى والقليل جدّاً من صوره ..
لا أعلم لماذا !!
صورة بالعمامة البيضاء هذهِ ذكّرتني به
أكاد أرى وجه جدي بعمامة قد مضى مبتسما
أم النظرة الغابرة في عينيه
أم أنه عصر الجمعة بإيحاءاته
وكما يختم أبي حديثه بعد الانتهاء من كل ما يمكن قوله : الله يرحمهم جميعاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق