الجمعة، مارس 13، 2020

قلبي حيرة قصائد.. كتبه مصطفى حناني


منذ صغري ...
لم
أتَعَلَّمْ مسك قلم الرصاص بشكل صحيح
معلمتي كانت طيبة جدا
لم
تشأ تطويع أصابعي الرخوة بقسوة عصا
أصابعي الهشة
كإسفنجة تائهة بين أواني الغسيل
لم
أتعلم كيف أرسم خطّا مستقيما من دون أن أميل
لا
على كراسة التربية الفنية
ولا
في سبورة حصة الرياضيات
كل الخرائط كانت مكتوبة بالفحم

لم 
أتعلم كيف آكل الطعام بيميني
رغم إن أبي
كتّف يسراي بحبل من قنّب السّكر
لذلك
كان
كل نمل الأرض يسكن جسدي
ويعزف بكمنجاته كوابيس نومي
فيسري
بين فخذيّ بول يسيل وعَوْمي
كأن أولى الحروب
نشبت بين جلدي وضلوعي
فكيف
نجت أظافري من الهزيمة من دون خدوش  الألم ؟

ساذجةٌ
هي الحرب يا أمّي تفتك بالرّجال
وتترك 
الشامتين يسرحون الأولاد بالحبال عنوةً
لكن
التاريخ يا أمّي هرّبوه لأعالي الجبال
و أخذوا
معهم ألواحه 
الأقلام
والصلصال
وأصابعي
يا أبي لم تتعلم حتى الآن
الرسم على قماش الجغرافيا الشفاف
وليست
في دمي أصوات حنينِ البعير
في
قلبي حيرة قصائد
محالٌ بلوغها يا أشباه الشعراء 
لكنْ
لا أحد من النقاد أفتى بتحريم التشبيه
رغم
إنّ الكاف ابن البلاغة اللقيط ..
أجمل قصيدة يا أبي
هي تلك التي لم أكتبها بعد عن غيابك
أو على الأرجح ،
لم تُكتشف بعد
في خزانة اوكتافيو المنسية
ولا في جيوب سيوران الأبله
سيوران هذا الذي ذبحه الجنون
ولم تذبحه رسائل كافكا الحادة لحبيبته ميلينا

ليست هناك تعليقات: