الخميس، ديسمبر 12، 2019

الفالتة.. كتبه رحيم جماعي

رحيم جماعي

"الفالتة"...
مسقط قلبي ، ريفي الّذي بقسوته الخرافيّة ، جعلني ما أنا عليه الآن ، كائن منعزل ووحيد ، وخائف من كلّ شيء...
خائف من أن يصبح " أحدهم" صديقي ويؤذيني...
خائف من شرطة الآداب ، لأنّني كما تعلم لستُ مؤدّبا...
خائف من "فاطمة" جديدة ، تقطّع قلبي الطّريّ ، بشوكة وسكّين على طاولة الفطور...
خائف من خيانات القصائد الّتي لم أكتبها بعد...
خائف من السّاسة المفترسين ، وهم يفرغون بلادي من محاسنها...
خائف من الشّهداء الّذين يتقلّبون على نيران غُصصهم ، لأنّنا لم نثأر لهم...
خائف من النّهار الّذي يأتي في منتصف الّليل تماما...
خائف من أمّي وهي تهدّد بالمغادرة كما فعل أبي...
خائف من عودة الوحش في الإنسان الحديث...
خائف من كأس النّبيذ القادم ، الّذي قد يكون الأخير...
خائف من "الأصدقاء" الّذين يأخذون أشكال الذّئاب...
خائف من الّله الجميل ، وأنا أَجُرُّ خلفي جبالا من الذّنوب الجسام...
خائف...
أنا خائف يا صديقي ، ف"الفالتة" لم تنجب رجُلا كما تتصوّر ، إنّما أنجبت كائنا خائفا يرتعد.

#من_رسالة_إلى_صديقي_الأثير

ليست هناك تعليقات: